سلطات الجزائر تلجأ للعسكر بلباس مدني لملأ مدرجات ملاعب الشان

هي واحدة من أغرب نسخ بطولات إفريقيا للاعبين المحليين، و لربما ما تعيشه من فوضى و سوء تنظيم في نسخة “بلاد العسكر” قد يدفعان الكاف باعتباره الجهاز الوصي لوقف هاته المنافسة للأبد و إلغائها من قائمة البطولات المجمعة المنظمة تحت لواء الاتحاد الإفريقي.

شان بلا شأن، و بطولة تحولت من متعة بألوان رياضية لسخرية من طابعها العسكري السياسي، بداية من التميمة العجيبة صاحبة الأذنين الشبيهتين بأذني الجنرال قائد العصابة التي جوعت الشعب الجزائري و نومته بأسطوانات مشروخة عبر افتعال مشاكل خارجية وهمية كشماعة لأطنان الهموم التي جعلت الجزائر تختنق و تغلي في الداخل.

حتى إسم التميمة اختار لها حكام العسكر بقصر المرادية إسما بدلالات عسكرية، و هو “القبطان” أو بتعبير أصح “الكابران”، اجتهد مخيخ المنظمين في الجزائر فلم يجدوا غير هذا الإسم الذي أصبح عقدة تلازم الجارة الشرقية قيادة و شعبا بمجرد ذكرها، و لو أنها فعلا “بلاد الكابرانات”.

انطلق الشان و انطلقت معه موجة السخرية العارمة من البلد المنظم، بداية من تغطية ما يقال والله أعلم أنها “سخافة”، حيث تناولت تغطياتها إسم فوزي لقجع، البعبع الذي أصبح إسمه يرعب البعض في بلاد تبون، هذا الرجل الذي أضحت سخافة الجارة تذكره صباح مساء في كل برامجها و لربما بما فيها برامج الطبخ و الدين و المجتمع و هلم جرا، سخافة الجارة ركزت على إسم لقجع أكثر من أي شيء آخر، و كان حريا بها لو وجهت ذاك المجهود الذي تبذله على لقجع لتغطية أخبار الشان و محاولة تلميع صورة بلد العسكر و لو بالكذب و التضليل لكان أفضل لها.

و تواصلت فضائح الشان في بلاد قلة الشان، بفكرة مضحكة، اعتقد حكام العسكر واهمين أنها ستجعل الأضواء تسلط عليهم من خلال محاولة ملأ جنبات الملاعب المحتضنة للتظاهرة في كل المباريات، لكن كيف سنجلب جمهورا من دول كإثيوبيا و الموزمبيق و أوغندا و هلم جرا و الجزائر لا تغري حتى الجزائريين نفسهم؟

الجواب أتى سريعا من أحد الجماجم العسكرية بالجارة، نجيبو العسكر و نلبسوه لباس مدني و علاش لا يا خو أقمصة البلدان المشاركة، هكذا تتفتق عبقرية جنرالات الجارة حين يشغلون جماجمهم الفارغة من الداخل مع كامل الأسف، و إذا ما تمعنا في ذلك سنفهم لماذا يحاولون دوما تصدير أزماتهم الداخلية نحو المغرب و لو بطرق بليدة لم تعد تنطل على الشعب الجزائري الحر و لو على قلة أفراده الذين لم يتأثروا بالقنوات “الهمومية” في بلادهم ومعها بضع من سخافة الواد الحار التي أنشئت لغرض واحد موحد يعرفه القاصي و الداني.

و بين ليلة و أخرى، أصبحنا نرى العجب العجاب في دولة العجب، جماهير غفيرة، ببشرة بيضاء في غالب الأحيان تساند الموزمبيق تارة و أنغولا و مالي و غانا و النيجر و باقي المنتخبات المشاركة، غير أن سرعان ما كشفت مقاطع فيديو مصدرها الجزائر عينها أن هؤلاء المشجعين “الموجهين” ليسوا سوى “عساكرية” ينفذون تعليمات الكابرانات.

العسكر في مدرجات الشان، العسكر في افتتاح الشان، العسكر سيس الشان، العسكر في طريقه ليهوي بالجزائر للمستنقع، هكذا حول نظام شنقريحة و باقي أفراد العصابة التي وضعت تبون في الواجهة لتحركه كما تحرك كراكيز المسرح، حولوا بطولة يفترض أن تكون رياضية صرفة، لبطولة عسكرية لسبب واحد و بسيط أن مخيلاتهم و أدمغتهم التي شاخت حين تحاول التفكير لا تفكر سوى في شيئين اثنين لا ثالث لهما و هما “البقاء في الحكم و المروك”…

أترك تعليقا

أحدث أقدم