بريطانيا تدعم الطلبة المغاربة في اجتياز الاختبارات الإشهادية للغة الإنجليزية

بريطانيا تدعم الطلبة المغاربة في اجتياز الاختبارات الإشهادية للغة الإنجليزية

في اتجاه مزيد من التعاون المشترك على صعيد مجالات التعليم العالي والبحث العلمي تسير سفينة العلاقات التاريخية بين المملكة المغربية ونظيرتها المتحدة؛ وهو ما بدا واضحاً من خلال مخرجات الاجتماع الخامس الذي عقدته “لجنة التعليم العالي بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة”، الأربعاء (10 ماي 2023) بوزارة الخارجية وشؤون الكومنولث في لندن.

وأثمر الاجتماع ذاته توقيع “مذكرة تفاهم” بين كل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار المغربية والمجلس الثقافي البريطاني (بْريتِيشْ كاونسل British Council)؛ بينما أوضح مصدر من الوزارة لهسبريس أن الهدف من المذكرة هو “دعم عملية الإشهاد في اللغة الإنجليزية لفائدة الطلبة المغاربة”، إذ سيصبح بإمكان هذه الفئة أن تستفيد من اختبارات إشهادية بهذه اللغة بأسعار تفضيلية، مضيفاً: “يدخل هذا التوقيع في إطار الشروع الفعلي للجامعات المغربية في تفعيل المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، المتضمن تمكين الطلبة المغاربة من مهارات لغوية متقدمة في لغات أجنبية منها الإنجليزية”.

الاجتماع الدوري رفيع المستوى جاء على هامش فعاليات وأشغال “المنتدى العالمي للتعليم” (education world (forum حسب ما علمته هسبريس؛ فيما تم برئاسة اللورد طارق أحمد لويمبلدون، وزير الدولة البريطاني للشرق الأوسط وشمال إفريقيا والأمم المتحدة، إلى جانب وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، بمعيَّة سفير المملكة المغربية المعتمد لدى المملكة المتحدة حكيم حجوي؛ فضلا عن وفد وزاري رفيع المستوى رافق ميراوي إلى لندن.

وتألَّف الوفد من رئيسَيْ جامعتين مغربيتيْن، وسبعة من كبار المسؤولين بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، فضلا عن المفتش العام لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.

وحسب تفاصيل الاجتماع التي توصلت بها جريدة هسبريس الإلكترونية فقد شدد اللورد أحمد لويمبلدون، خلال حديثه إلى الوفد المغربي، على أهمية “دبلوماسية القرن الحادي والعشرين التي تتمثل في بناء الشراكات التي تسمح بمزيد من التقدم في الأولويات المشتركة وتحقيق الرخاء للجميع”، مؤكدا أنه “مما لا شك فيه أن التعليم ذا الجودة العالية هو السبيل الكفيل بتغيير الحياة وسبل العيش”.

من جهته، أورد المسؤول الحكومي المغربي عن قطاع التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أن “الاستثمار في حركية طلبة الدكتوراه من المغرب إلى مؤسسات التعليم العالي بالمملكة المتحدة نتوخى منه أن يضمن شراكة قوية ومستدامة بين المملكتيْن”.

اللجنة سالفة الذكر، التي تعقد اجتماعاتها بشكل دوري ومنتظم، تم إحداثها سنة 2019، نتيجة تنظيم دورة “الحوار الإستراتيجي” بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة.

ويعد هذا الاجتماع ضمن سيرورة اجتماعات للجنة المذكورة بين الرباط ولندن، انعقد آخرها أواخر مارس 2022 بالرباط، وكان قد سجل “إنجازات مهمة في التعاون الثنائي في ميدان التعليم العالي”، كما تُوج –حينها– بتوقيع مذكرة تفاهم بين الوكالة البريطانية لضمان الجودة (QAA) والوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي المغربية (ANEAQ)؛ إضافة إلى “شراكتيْن بين المؤسسات المغربية والبريطانية لتعزيز القدرات في مجال البحث العلمي”.

في سياق متصل، قام ميراوي يوميْ 8 و9 ماي الجاري بزيارة عمل إلى مدينة لندن “من أجل تعزيز الشراكات الإستراتيجية بين البلدين في مجالي التعليم والتعليم العالي”، وفق بلاغ للوزارة توصلت به هسبريس.

وعرفت الزيارة مشاركة الوزير في أشغال المنتدى العالمي للتعليم (أكبر تجمع سنوي دولي لوزراء التعليم والكفاءات)، حيث نظمت نسخة 2023 في لندن في الفترة الممتدة من 7 إلى 10 ماي 2023 تحت شعار: «بدايات جديدة: رعاية ثقافة التعلم وتعزيز المرونة والاستدامة».

وضمن حلقة نقاش حول موضوع «المهارات الأكثر أهمية في مختلف مراحل التعليم وكيفية تطويرها من خلال التدريس والتعلم والرعاية»، أكد ميراوي، وفق المصدر ذاته، “أهمية إدراج مهارات القوة في برامج التكوين من أجل تعزيز قدرة الشباب على المرونة والصمود والتأقلم في مواجهة عالم دائم التغير”، مسلطاً الضوء على التحديات الحالية التي تواجهها منظومات التعليم العالي، ولاسيما المتعلقة بضرورة تكييف أنظمتها ومواكبتها للتطورات التكنولوجية كتطبيقات الذكاء الاصطناعي الجديدة (ChatGPT)، قبل أن يبسط “التجربة المغربية المتعلقة ببلورة وتفعيل المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار (PACTE ESRI 2030)”.

أترك تعليقا

أحدث أقدم