نتائج انتخابات الرئاسة في تركيا.. تأثيرات اقتصادية محدودة وتوقعات خاطئة

نتائج انتخابات الرئاسة في تركيا.. تأثيرات اقتصادية محدودة وتوقعات خاطئة

تصدر الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان الأحد نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية بحصوله على 49,51% من الأصوات خلافا للتوقعات.

وهناك خمس عبر أساسية يمكن استخلاصها، حتى الآن، من مجريات الدور الأول الخاص بهذه الانتخابات الرئاسية.

 أهمية الاقتصاد

هبوط الليرة التركية الذي أدى إلى رفع التضخم إلى 85% في الخريف كان يعتبر عائقا أمام أردوغان.

لكن الرئيس التركي الذي رفع ثلاث مرات خلال سنة الحد الأدنى للأجور كثّف وعود حملته الانتخابية، وبينها مضاعفة رواتب موظفي القطاع العام.

هذه “الإجراءات الشعبوية” أقنعت شريحة من الناخبين في بلد “لا يعتبر فيه التصويت الاقتصادي مهما بقدر ما يراه المعلقون”، كما يقول بيرك إيسن، الباحث في العلوم السياسية في جامعة سابانجي في إسطنبول.

ولإعادة الاقتصاد إلى مساره، وعدت المعارضة برفع أسعار الفائدة لخفض التضخم إلى ما دون العشرة بالمائة “في غضون عامين”.

ويرى أوميت أكجاي، أستاذ الاقتصاد الدولي، أن وعود المعارضة هذه، التي من المرجح أن تؤدي إلى إبطاء النشاط، “لم تثر حماسة لدى الأشخاص الذين يواجهون صعوبات أساسا”.

 التصويت الكردي

يلفت يوهانان بنحاييم، مسؤول الدراسات المعارضة في المعهد الفرنسي لدراسات الأناضول في إسطنبول، إلى أن “التصويت الكردي هو الذي يفسر النتيجة الجيدة للمعارضة”.

ونال كمال كيليتشدار أوغلو أفضل النتائج في المحافظات الواقعة في جنوب شرق البلاد ذي الغالبية الكردية، لاسيما في ديابكر حيث حصل على 72% من الأصوات، بعد التفاف حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد حوله.

لكن الناخبين الأكراد الذين لطالما كانوا يعتبرون “صانعي ملوك” في الانتخابات الرئاسية لم يتمكنوا هذه المرة من تغيير نتيجة الانتخابات.

ويقول بيرم بلجي، الباحث في CERI-Sciences Po، إن “إستراتيجية أردوغان القائمة على ربط المعارضة بالأكراد وبحزب العمال الكردستاني والإرهاب تبين أنها ناجحة”.

تداعيات الزلزال

عبر ناجون عن غضبهم بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في 6 فبراير الماضي، متهمين الدولة بالتأخر في الوصول إلى محافظاتهم لمساعدتهم، لاسيما في أديامان وهاتاي.

لكن أردوغان وعد بإعادة بناء 650 ألف منزل للناجين من الزلزال في أسرع وقت ممكن. وبحسب بيرك إيسن فإن “الرسالة بدت ذات مصداقية” لقسم من الناخبين.

هكذا، احتفظ الرئيس التركي بنتائج عالية جدا في غالبية المحافظات المتضررة، ونال 72% من الأصوات في قهرمان مرعش، و69% في ملطية و66% في أديامان؛ وفي هاتاي بقيت نتيجته على حالها عند 48%.

 اختراق قومي

شكل الاختراق الذي حققه المرشح القومي المتطرف سنان أوغان إحدى مفاجآت الاقتراع. نال هذا النائب السابق أكثر من 5% من الأصوات، فيما تحالف أردوغان وكيليتشدار أوغلو مع تنظيمات قومية أيضا.

ويقول أوموت أوزكيريملي، الباحث في معهد برشلونة للأبحاث الدولية، إن “القومية مكون في المشهد السياسي التركي”، مضيفا: “هي عنصر ثابت منذ التسعينيات”.

ويمكن تفسير ثقل القوميين، الذين جمعت تنظيماتهم المختلفة الأحد 22% من الأصوات في الانتخابات التشريعية التي جرت تزامنا مع الانتخابات الرئاسية، أيضا عبر مسألة اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا.

ويقول يوهانان بنحاييم: “التغير الأكبر للوضع هو أن اليمين واليمين المتطرف باتا بشكل كبير ضمن اللعبة”.

 الحسابات الخاطئة

كل استطلاعات الرأي، أو معظمه،ا أظهرت تقدم كيليتشدار أوغلو على أردوغان، حتى إن بعضها توقعت فوز المعارض اعتبارا من الدورة الأولى.

لكن الرئيس التركي أثبت أن هذه الحسابات على خطأ بحصوله على 49,50% من الأصوات، رغم عدم حسم المعركة من الدور الأول؛ كما حصل في 2018.

أترك تعليقا

أحدث أقدم