استطلاعات تكشف أسباب تصاعد نسبة "الإسلام السياسي" في صفوف الشباب العربي

استطلاعات تكشف أسباب تصاعد نسبة 'الإسلام السياسي' في صفوف الشباب العربي

كشفت استطلاعات حديثة للبارومتر العربي أن الإسلام السياسي عائد وبقوة في مختلف الدول العربية، حيث أعرب المواطنون، صغارا وكبارا على السواء، عن تفضيل واضح لزيادة دور الدين في السياسة.

وأكد تقرير للبارومتر العربي، توصلت به جريدة هسبريس الإلكترونية، أن “معدلات التدين شهدت صعودا ملحوظا في كل من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لا سيما في أوساط الشباب”، مشيرا إلى أن “الإسلام السياسي في طريقه للعودة من خلال زيادة دعم هذا الأخير بقدر يُعتد به منذ انطلاق الانتفاضات العربية سنة 2011”.

التقرير أبرز أن “النتائج المتوصل إليها بناء على معطيات الدورة السابعة من استطلاعات شبكة الباروميتر العربي، أوضحت أنه بالرغم من أن هاته التوجهات قد لا تكون بشكل دائم، إلا أنها قادرة على أن تعيد للإسلام السياسي أهميته كقوة سياسية كبرى في المنطقة”.

وأكد المصدر نفسه أن “نسبة المواطنين ممن يتفقون مع فكرة وجوب تدخل رجال الدين في القرارات الحكومية ومنحهم السلطة على هذه القرارات وأن للدين دورا كبيرا في مجال السياسة، على اعتبار أن هذه هي الايديولوجية الأساسية للإسلام في السياسة، قد تزايدت ما بين سنتي 2018 و2022”.

وسجل التقرير أن “هاته النسب ارتفعت خلال الفترة الممتدة ما بين سنتي 2018 و2022 في كل من المغرب من 21 إلى 45 في المائة، والأردن من 34 إلى 49 في المائة، وتونس من 21 إلى 45 في المائة، وليبيا من 30 إلى 50 في المائة، والسودان من 52 إلى 60 في المائة، ولبنان من 20 إلى 22 في المائة، في حين استقرت في نسبة 20 في المائة بمصر”.

وأشارت الوثيقة ذاتها إلى أن “الشباب هم الأكثر إقبالا على دعم الدين في مجال السياسة في ست دول من الدول التسع التي شملها الاستطلاع”، وأن “الشباب في ليبيا هم الأكثر إقبالا على هذا الرأي بـ22 نقطة، ثم المغرب بـ20 نقطة، والأردن بـ19 نقطة، والسودان بـ10 نقاط، وفلسطين بـ8 نقاط، ومصر بـ6 نقاط”.

في هذا السياق، قال إدريس الكنبوري، مفكر باحث في الفكر الإسلامي والجماعات الإسلامية، إن “انتشار التدين في صفوف الشباب في العالم العربي ظاهرة ملحوظة منذ زمن طويل، لكنها تخضع اليوم للدراسات الاجتماعية والسياسية باعتبارها مؤشرا على تحول نوعي في التعاطي مع الدين لدى الشباب، حيث أصبح التركيز أكثر على البعد السياسي لعودة التدين وارتباط ذلك بالتحولات المجتمعية”.

وأضاف الكنبوري أن “الإسلام دين له بعد سياسي، لأنه يشمل موقفا من الحياة الاجتماعية والقيم وطرق التدبير، لذلك فالتدين لا يمكن أن يكون محايدا بالنسبة للشباب، لأنهم لا يتعاملون مع الدين كالتزام أخلاقي فقط بل كالتزام سياسي واجتماعي، ولهذا أعتقد أن موجة التدين تخدم على المديين المتوسط والطويل تيارات الإسلام السياسي في المنطقة العربية”.

وتابع المفكر ذاته حديثه لهسبريس قائلا إن “الإسلام السياسي في تعريفه هو الإسلام الذي يعتبر تدبير الشأن العام جزءا من المبادئ الدينية، الذي ينخرط في العمل السياسي، وهذا المفهوم انتشر بشكل خاص بعد الثورة الإيرانية عام 1979 في الغرب بعد سيطرة الشيعة على الحكم في إيران”، مشيرا إلى أنه “قبل ذلك، كان الغرب ينظر إلى الإسلام فقط كدين ليس له بعد سياسي بعد انهيار الخلافة العثمانية، إذ اعتبر أن الإسلام كسياسة انتهى مع نهاية الخلافة”.

وشرح الكنبوري أن المفهوم السابق هو مفهوم خاطئ، موضحا أن “الإسلام هو أصلا مفهوم سياسي وليس في حاجة إلى ربطه بالسياسة وكأنها غريبة عليه، فهو مفهوم صنع في الغرب المسيحي، لأن المسيحية ليس فيها بعد سياسي، فأسقط ذلك على الإسلام، ولكن الارتباط بين الإسلام والسياسة لا يعود إلى الثورة الإيرانية، بل هو قديم قدم الإسلام نفسه، ونحن في المغرب لدينا إمارة تعود إلى قرون بعيدة، وهي مؤسسة تجمع بين الإسلام وقيادة الدولة”.

أترك تعليقا

أحدث أقدم