حزب التقدم والاشتراكية يعدد خصال الراحل خالد الناصري في الذكرى الأربعينية

حزب التقدم والاشتراكية يعدد خصال الراحل خالد الناصري في الذكرى الأربعينية

وسط حشد من الوجوه السياسية والدبلوماسية بالمغرب، خلّد حزب التقدم والاشتراكية، اليوم الاثنين في مقبرة الشهداء بمدينة الرباط، ذكرى “أربعينية” رحيل القيادي السياسي والوزير الأسبق خالد الناصري.

اللقاء التأبيني كان فرصة للوقوف على مسار الفقيد، ومحطات مهمة في مسيرته الأكاديمية والحقوقية، من خلال شهادات أصدقائه ورفاق “الدرب السياسي”، وباستحضار الرسالة الملكية التي تلاها نجله عثمان الناصري.

جراح لم تلتئم

“جرح فراق صديقنا الناصري لم يلتئم بعد”، هكذا لخص محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، شعور حزبه لرحيل مناضل وقيادي بارز، إذ قال إن “حياة الراحل تحمل انطباعات وقيما حكيمة، فعائلة الناصري حملت شعار النضال منذ زمن طويل؛ وهو ما أثر في فكره السياسي، خاصة في مرحلته الجامعية عندما قرر حمل الشعار الاشتراكي”.

وأضاف بنعبد لله، خلال كلمته، أن “الراحل كان مخلصا لأفكاره وقيمه؛ أهمها الدفاع عن وحدة بلاده الترابية. كما اتسم بأكبر صفات المسؤولية والانفتاح على الرأي الآخر، للخروج بصيغ وحلول متوافق عليها”.

“كان، في الفترات الحرجة لحزبنا، قويا وصامدا ومتزنا”، يورد الأمين العام لحزب “الكتاب”، قبل أن يستدرك أن “الناصري كان البوصلة الهادية للحزب نحو الطريق الصحيح، إذ كان يحسن اختيار القرارات المصيرية، ودائم التقبل للرأي الآخر”.

صور: منير امحيمدات

“دافع عن وطنه ووحدته الترابية، وهي خصال سيحفظها التاريخ للأجيال المقبلة”، يقول بنعبد الله، ثم شدد على أن “الراحل ظل وفيا للمعركة الحقوقية إلى آخر لحظات حياته، وحافظ على استمرار أسس تطبيق الديمقراطية بالمغرب”.

شهادة بنعبد لله في الراحل الناصري تخللها التأثر الوجداني، إذ ذكر والدموع تغالبه أن “الفقيد كان صوتا حكيما، عفيف النفس، طيب القلب، وحسن المعش، محبا للناس سندا لأصدقائه ورفاقه في الشدة واليسر”.

الدبلوماسي والحقوقي

بصم الناصري اسمه في مجال الصحافة؛ فشهادات أصدقائه ووجوه سياسية من مشارب حزبية مختلفة أجمعت، في شريط مصور قصير عرض خلال الحفل التأبيني، على أن “الراحل كان قلما مبدعا، يرسم المواضيع بدقة، وبجمالية تعبيرية دقيقة، حريصا بذلك على مواصلة نهج الدفاع عن حقوق الإنسان”.

أحمد شوقي بنيوب، المندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان، لخص المسار الذي نهجه الفقيد في المسار الحقوقي كونه “حرص طيلة فترات عمله السياسي على الحوار، وتفهم الرأي الآخر والدفاع عن المبادئ التي حملها منذ محطاته الأولية”.

من جانبه، وصف محمد أمين بنعبد لله، الأستاذ الجامعي، مسار الناصري بـ”رحلة رجل أدى مهمته بشكل كامل، وبجدية وإخلاص كبيرين”، إذ شدد على أن “المسار الصحافي للفقيد كان لامعا، سواء بقبعة الكتابة ما كسب إعجاب الراحل الحسن الثاني أو ببذلة الوزارة التي حققها فيها إنجازات غير مسبوقة”.

في سياق الشهادات ذاتها في حق الراحل، اعتبر مولاي إسماعيل العلوي، الأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية، أن “الحزب فقد رجلا قويا، وصوتا عاقلا حكيما داخل الحزب”.

نزهة الصقلي، الوزيرة السابقة والفاعلة الجمعوية، تحسرت في شهادتها على فقدان صديق ورجل سياسي كبير، له وزن دبلوماسي، سيبقى في الذاكرة السياسية للمغرب، كما سيتردد صوته الأبوي داخل “حزب الكتاب”.

أترك تعليقا

أحدث أقدم