خديجة المرضي

خديجة المرضي

البطلة العالمية في الملاكمة خديجة المرضي نموذج متميز للمرأة المغربية والإفريقية والعربية التي تحدّتِ العديد من الصعاب، رافعة بذلك راية المملكة المغربية في أرقى محفل عالمي لرياضةٍ طالما ظلت حكرا على الرجال.

المَرْضي أول امرأة إفريقية وعربية تظفر ببطولة العالم للملاكمة (وزن أكثر من 81 كيلوغراما)، يبدو أنه لديها من اسمها نصيب؛ حين كسبت رضا المغاربة وثناءهم خاصينَ إياها بأجواء استقبال حارة بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء عائدة من نيودلهي بميدالية ذهب.

وفي أجواء لا تقل حرارة، حظيَت المرضي، نهاية الأسبوع الماضي الذي تلا عودتها، باستقبال الأبطال فوق أرضية المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء من لدن جماهير الوداد البيضاوي قبل مباراة تاريخية لفريقها أمام شبيبة القبائل الجزائري.

كما نالت المرضي من سابغ عطف الملك ومتابعته عن كثب لشؤون الرياضة الوطنية حين توصلها ببرقية تهنئة من عاهل البلاد، جاء فيها: “وإننا لنُشيد بما بذلتِه من جهود حثيثة لتحقيق هذا الإنجاز العالمي بكل جدارة واستحقاق، مجسدة بذلك الحضور المتألق للرياضة النسوية المغربية قاريا ودوليا”، متمنيا لها بموصول التوفيق في مشوارها الرياضي”.

قبل أن تَهزم ملاكمة كازاخستانية في “نهائي عالمي تاريخي” بالهند، يعرف متابعو خديجة جيدا أنها امرأة بألف رجُل كابدت صنوفا من الألم والحزن مُنتصرة بالضربة “القاضية” على ظروف حياتية تخللتها شتى ضروب المعاناة؛ ليس أقساها سوى وفاة أمها وهي تشجعها بالمدرجات ذات أكتوبر 2014.

طريق المجد أمام خديجة “المَرْضية” (كما لقبها البعض) لم يكن مفروشا بالورود ولا هينا لولا صبرها وشجاعتها واستماتَتُها فوق حلبة الحياة قبل حلبات الملاكمة التي خبِرتها جيدا.. بعد سنوات من اقترابها صعود منصة التتويج الأولمبية في ريو دي جانيرو (بسبب التحكيم)، ابتسم الحظ والتوفيق في وجه خديجة “مرْضية والديها”.

هو، إذن، إنجاز غير مسبوق في تاريخ الملاكمة النسوية المغربية خاصة، والعربية والإفريقية بشكل عام، بصمت عليه خديجة المرضي على خطى نوال المتوكل التي نالت الذهب الأولمبي كأول رياضية عربية وإفريقية..

هنيئا للملاكِمة المكافحة؛ هي قصة مَجد تستحق أن تروى.. ومرحبا بها في ركن “طالعون” بجريدة هسبريس الإلكترونية.

أترك تعليقا

أحدث أقدم