الفنان بوحشيشي يجمع ابن بطوطة و"دا ديوان"

الفنان بوحشيشي يجمع ابن بطوطة و'دا ديوان'

رصد لتقاطع ماضٍ جمع المغرب والصين في طريق الرحلة رصده واستثمره الفنان التشكيلي والنحات المغربي مبارك بوحشيشي، في أحدث مشاركاته الدولية التي يحضر فيها باسم البلاد في ألمانيا.

بوحشيشي، الذي تُعرَف أعماله باشتغالٍ على تيمة “عدم الإظهار” و”عدم الإبراز”، خاصة فيما يتعلق بالمغاربة السود، قال لـ هسبريس: “أنا مهتم كبير بالتاريخ، الممكن كتابته بطرق أخرى، وهو يحمل قوة سرد أشخاص مفتوحة على التأويل (…) اشتغالي على الجسد الأسود في حد ذاته مساءلة لما ينتج الإنسان ولا يكون مرئيا”، وبالتالي فهذه المشاركة الجديدة استمرارية للحفر في التيمة ذاتها.

ويستثمر الفنان المغربي في عمله هذا نصوصا رِحلية لـ”ابن بطوطة الذي بلغ الصين، واكتشف أن تاجرا أمازيغيا هو يوسف أبو البركات البربري قد أدخل الإسلام إلى جزر المالديف، كما حولتُ إلى كتابة “برايل” للعُمي جملا من رحالة صيني وصل إلى شمال المغرب واسمه وانغ دا يوان، واستثمرت رحلتيهما المتقاطعتين، رغم اختلاف تصوراتهما للرحلة والدين والتجارة، وهذا يفتح الباب لنا للعلاقات بين الصين والقارة الإفريقية”.

حضر هذا الاستثمار في مشاركة بوحشيشي بمنحوتة من ثلاثة أجزاء، اسمها “الدفع نحو الصمت والعمى”، في إطار “معرض يسلط الضوء على منطقة جغرافية غير مرئية في التفكير العالمي الحالي، هي المنطقة الفاصلة بين إفريقيا وآسيا”؛ لكن “ننسى العلاقات التي أنشئت هناك، ونرى إفريقيا في علاقة بأوروبا وأمريكا، وهي علاقة احتلالٍ”.

وواصل: “بما أن عملي يشتغل على ما يُجعل غير مرئي، فقد اشتغلت على آلة حرث قديمة من الخشب فيها نوع من العنف، وتحمل إغراء في الآن ذاته، وأخذت هذه الآلة التي تكون بالمتحف الإثنوغرافي لأحولها إلى متحف الفن المعاصر، وصنعت منحوتات من النحاس بنفس أشكال هذه الآلة القديمة”.

هذا العرض في متحف الفن المعاصر “يغير رؤيتنا للشيء، ويسائل ما ننساه، وما نتركه خلف ظهورنا، وما نجمده في المقاربة المتحفية للأشياء”، وهكذا “ساءلت ما كان يسمى بالمغرب الأقصى، الذي هو نحن، والشرق الأقصى، الذي هو الصين، وحولت جملا حوله إلى كتابة للعُمي “برايل”، من ابن بطوطة ووانغ دا ديوان”.

وختم مبارك بوحشيشي تصريحه بتوضيح مقصد جمع مقاربته الفنية بين أمرين “التاريخ والمستقبل”؛ لأن “التفكير بطريقة عقلانية لا يمكن أن يتم عندما نكون في قطيعة مع التاريخ”.

أترك تعليقا

أحدث أقدم