انحسار الدعم الدبلوماسي للبوليساريو في إفريقيا يدفع غالي إلى زيارة أوغندا

انحسار الدعم الدبلوماسي للبوليساريو في إفريقيا يدفع غالي إلى زيارة أوغندا

استقبلت العاصمة الأوغندية، كامبالا، إبراهيم غالي، رئيس جبهة “البوليساريو”، في زيارة جديدة إلى أحد “أهم معاقل” أطروحة الانفصال التي تدعمها الجزائر.

وكشفت وسائل الإعلام التابعة لتنظيم البوليساريو أن “رئيس التنظيم، إلى جانب يوويري موسيفيني، رئيس جمهورية أوغندا، طالبا مجلس الأمن بتنظيم استفتاء بالصحراء المغربية، مع السماح لبعثة المينورسو بمراقبة وضع حقوق الإنسان”.

تأتي هذه الزيارة في ظل “انحسار” الدعم الديبلوماسي للجبهة بالقارة الإفريقية، إذ مع تراجع عديد من داعمي التنظيم عن مواقفهم السلبية من قضية الصحراء، في مقدمتهم نيجيريا، ودعمهم مخطط الحكم الذاتي، تتواصل فصول موجة فتح القنصليات بمدينتي الداخلة والعيون من قبل عديد من العواصم الإفريقية.

حيرة ديبلوماسية

يبقى الشرق الإفريقي “حالة خاصة” داخل منتظم إفريقي يدعم توجه نظيره الدولي في دعم مغربية الصحراء، الأمر الذي يؤكده صبري لحو، خبير في القانون الدولي والهجرة وشؤون الصحراء، إذ بيّن أن “الزيارة التي يقوم بها غالي تأتي في إطار توجيه الديبلوماسية الجزائرية للتنظيم من أجل إعادة بعث الروح فيه في العمق الإفريقي”.

وأضاف لحو، في حديث لهسبريس، أن “غالي بمعية الجزائر يحاولان سرقة الأضواء”، وأن “التوجه إلى دول عرفت بدعمها للتنظيم منذ القديم، لا يشكل أي جديد يذكر، خاصة وأن المغرب منذ عودته إلى كرسيه الإفريقي نجح في اختراق مواقف عديد من الدول الإفريقية، وحقق مكاسب ديبلوماسية عديدة”.

“مطالبة أوغندا في بيانها المجتمع الدولي بتنظيم استفتاء في الصحراء، طلب مردود عليه، لأن المنتظم الدولي انخرط سابقا في دعم وجهة النظر المغربية في الصراع”، يورد الخبير في القانون الدولي والهجرة وشؤون الصحراء، مردفا بأن “مجموعة هامة من الدول الإفريقية والعربية والعالمية، في مقدمتها أمريكا، تعلم جيدا أن وجهة النظر المغربية المتمثلة في مقترح الحكم الذاتي هي الأكثر واقعية وجدية”.

وتابع المتحدث سالف الذكر بأن “موقف الولايات المتحدة الأمريكية وضع جبهة البوليساريو في حيرة ديبلوماسية كبيرة، فبين بحثها عن ضغوط لتمارسها على الأمم المتحدة من خلال إعلان مواصلة إطلاق النار، تجد نفسها أمام عزلة إفريقية مستمرة”.

واعتبر لحو أن “الجزائر في ظل المتغيرات الحالية تبحث عن منافذ إفريقية من أجل إعادة بعث التضامن مع الجبهة، خاصة وأن بقاءها في الاتحاد الإفريقي أصبح مهددا مع اقتراب طردها بمبادرة دول إفريقية وجدت أن استمرار الصراع في المنطقة يأتي بشكل أساسي من التنظيم وحليفه الجزائري”.

وبخصوص بقاء الشرق الإفريقي متأرجحا في موقفه من الصحراء، استبعد المصرح لهسبريس أن “تكون هاته المنطقة معقلا للبوليساريو، لأن عديدا من الدول بالشرق الإفريقي تجد الموقف المغربي الأقرب إلى الصواب في قضية الصحراء، مع بقاء الشكوك حول كينيا، لكن الأخيرة ستتخذ موقفها الحاسم طبقا للمتغيرات الحالية، كما أنها لن تنعزل عن المد الإفريقي الداعم لمغربية الصحراء”.

أترك تعليقا

أحدث أقدم