"العيد الصغير" في مدينة وزان .. مناسبة دينية تصل الأرحام وتنعش الاقتصاد‎‎

'العيد الصغير' في مدينة وزان .. مناسبة دينية تصل الأرحام وتنعش الاقتصاد‎‎

لا تزال ساكنة مدينة وزان تتعامل مع مناسبة عيد الفطر (العيد الصغير) بكثير من الاحترام والاستعداد القبلي في مظاهر احتفالية تتكرر كل سنة، بدءا من الرواج الذي تعرفه متاجر الأزياء التقليدية وصولا إلى الاستعدادات التي تلازم مقدم العيد وتؤثث المشهد الاجتماعي.

وتحتفظ حاضرة دار الضمانة بالعديد من المظاهر الاحتفالية بالعيد التي لا يخلو منها أي بيت، تعكسها الأجواء المرافقة لاستقبال حلول يوم العيد، حيث تملأ الفرحة القلوب وتنشرح الصدور وتحل السكينة والرحمة والمودة.

وقبيل حلول عيد الفطر، يستعد المواطنون بمدينة وزان، على غرار باقي مناطق المملكة، للاحتفاء بهذه المناسبة الدينية بطقوس تحكمها تقاليد متوارثة أبا عن جد تزيد من متعة العيد، في حين يتم تقسيم أدوار التحضير لهذه المناسبة بين الرجال والنساء.

يتميز عيد الفطر لدى أهل وزان بطباع وعادات تمتزج فيها الشعائر الدينية بجمالية التقاليد، ومنها الفرحة والتكافل الاجتماعي المتوارث جيلا عن جيل، كما أن السمة البارزة لعيد الفطر تتجلى في زيادة الإقبال على الزي التقليدي وتبادل الزيارات وصلة الرحم، وهو ما يترجم القيم السامية لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

سارة شهبون، من ساكنة المدينة، قالت لهسبريس إن لعيد الفطر نكهة خاصة بوزان، مبرزة أن المدينة الصغيرة تعد من الحواضر القليلة التي لا تزال محافظة على طابعها التقليدي وعادات “العيد الصغير”، مستحضرة توافد الوزانيين من مختلف جهات المملكة على المدينة لتخليد هذه المناسبة بين أحضان العائلة والأحباب.

وأضافت سارة أن استعدادات عيد الفطر تبدأ بعد منتصف رمضان أو العشرين منه على الأكثر، حيث تتجه سواعد “الحادكات” إلى تنظيف المنازل في ما يشبه سنة حميدة، كما تقبل الأمهات إلى إعداد الحلويات والمعجنات، من قبيل “الكرص” و”الرغايف” ومختلف أصناف الحلويات، التي تعد من أساسيات المائدة الوزانية يوم العيد.

وشددت المتحدثة ذاتها على أن المميز في المائدة الوزانية أنها صنع منزلي محض، تعد أطباقها الأم والبنات، مشيرة إلى ما اعتبرته عرفا راسخا ومتجذرا وسط ساكنة الحي حيث تقيم، إذ جرت الأعراف بتقديم تبريكات العيد لكبير الحومة وشيوخها من كبار السن قبل الشباب واليافعين.

من جانبه، قال رشيد لغويبي، فاعل مدني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن عيد الفطر يشكل فرصة للاحتفال بعد شهر من الصيام والقيام في أجواء روحانية، مبرزا أنه مناسبة دينية تكتسي طابعا اجتماعيا واقتصاديا.

وأوضح المتحدث ذاته أن الطابع الاقتصادي للعيد يتمثل في انتعاش الحركة الاقتصادية بالمدينة. أما الجانب الاجتماعي، فيكمن في عودة أبناء وزان إلى مسقط رأسهم للاحتفال مع عائلاتهم في أجواء وزانية أصيلة تقاوم جماح العولمة وانشغالات عالم متحول يسير بسرعتين مختلفتين.

أترك تعليقا

أحدث أقدم