من السياسة إلى الرياضة.. أقدام النظام الجزائري تغوص في رمال الصحراء الساخنة

من السياسة إلى الرياضة.. أقدام النظام الجزائري تغوص في رمال الصحراء الساخنة

بعد فشله في تسجيل أهداف في مرمى المغرب على ملعب الديبلوماسية، يحاول النظام الجزائري تدارك هفوات دفاعه السياسي وإعادة ترتيب أوراقه للهجوم على المملكة، لكن هذه المرة من ملاعب كرة القدم.

ويبدو أن صور العناق التي أعقبت مباراة المنتخبين المغربي والجزائري ضمن ربع نهائي كأس إفريقيا للناشئين (أقل من 17 سنة)، والتي شكلت درسا كبيرا في الروح الرياضية وفي قدرة الرياضة على إصلاح ما أفسدته السياسة، لم ترق للنظام الجزائري الذي سخر كل إمكانياته للتشويش على البعثة الوطنية المقيمة في بلاده.

“لن يرفع المغاربة اللقب على أراضينا”؛ هكذا يقول لسان حال حكام الجزائر، فبعدما حشدوا عددا من “الانفصاليين والمرتزقة” استعدادا لنقلهم إلى ملعب نيلسون مانديلا وسط العاصمة الجزائر، الذي سيحتضن المباراة النهائية بين المنتخبين المغربي والسنغالي، ها هم اليوم يستقدمون ما يسمى “فريق الانفصاليين” إلى أراضيهم تزامنا مع تواجد البعثة المغربية، في “محاولة مكشوفة لضرب معنوياتها والتأثير على أدائها”.

وسائل إعلام جزائرية تناقلت صور وصول “الفريق الصحراوي” إلى مطار هواري بومدين، واستقباله من طرف شخصيات سياسية ورياضية “صحراوية وجزائرية”، على رأسها سفير الجبهة بالجزائر، موردة أن “فريق المخيمات” سيجري مباريات مع فرق محلية في 20 ماي الجاري على ملعب نيلسون مانديلا، أي بعد يوم واحد من المباراة النهائية لكأس إفريقيا للناشئين التي سيحتضنها الملعب ذاته.

الجزائر طرف

خالد الشرقاوي السموني، مدير مركز الرباط للدراسات السياسية والاستراتيجية، علق على الخطوة الجزائرية الأخيرة بالقول إن “هذه الأعمال الاستفزازية تؤكد مرة أخرى أن الجزائر طرف مباشر في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية”.

وأفاد الشرقاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية بأن محاولة التأثير على معنويات المنتخب المغربي، بل النجاح الذي حققه في هذه المسابقة القارية، عبر استقدام البوليساريو إلى ملاعب الرياضة، “تفند مزاعم الحياد الإيجابي الذي يدعيه الطرف الجزائري”.

“هذه التصرفات العدوانية من الجزائر لن تؤثر على المواقف الثابتة للمملكة المغربية في ما يخص قضية وحدتها الترابية والمساس بأمنها القومي”، يضيف المتحدث ذاته.

وخلص الشرقاوي إلى أن “الجزائر أثبتت، على غرار المرات السابقة، أنها ترفض الحوار مع المملكة وترفض الاستجابة للدعوات المتكررة التي أطلقها الملك محمد السادس من أجل فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين، وتزيد من تعميق الخلاف مع المغرب”.

ضربة قوية

من جهته، أكد خالد بايموت، محلل سياسي، أن هذا الاستقبال “يأتي ردا على نجاح المغرب العام الماضي في تعديل المادة الرابعة من النظام الأساسي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم وغلق الطريق أمام عضوية الدول غير الأعضاء في الأمم المتحدة في الهيئات الدولية ذات طبيعة ثقافية أو رياضية أو غيرها”.

المحلل السياسي ذاته أوضح، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذا التعديل الذي استهدف الحركات والمنظمات الانفصالية، على غرار البوليساريو، شكل ضربة قوية للجزائر التي حاولت ضم فريق الانفصاليين إلى الكونفدرالية الإفريقية في سنة 2016”.

“أنظار القارة الإفريقية تتجه الآن صوب نهائي كأس إفريقيا للناشئين الذي تحتضنه الجزائر، التي تحاول استغلال هذا الحدث من أجل خلق حدث آخر باستقبال الفريق الوهمي ومعاكسة الانتصارات الدبلوماسية للمغرب على المستوى القاري”، يخلص بايموت.

أترك تعليقا

أحدث أقدم