زكرياء أبو خلال

زكرياء أبو خلال

موقف ينضح بـ”الشجاعة” و”التحدي” عبّر عنه الدولي المغربي زكرياء أبو خلال، لاعب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، برفضه اللعب في مباراة فريقه تولوز ضد نانت لحساب الدوري الفرنسي الذي خصص جولته 35 لحملة “دعم المثلية”؛ بينما استعرت حملات ضده خلال الأيام القليلة الماضية، بعد “واقعة مشادة كلامية” نُسِب -إعلاميا– وقوعُها بينه وبين مسؤولة فرنسية.

بشكل واسع، تداولت وسائل إعلام فرنسية خبر قرار إدارة تولوز الفرنسي استبعادَ الدولي المغربي زكرياء أبو خلال من تداريب الفريق الأول إلى إشعار آخر، بسبب مزاعم نشوب مشادة كلامية بينه وبين لورانس أريباجي، نائبة العمدة المسؤولة عن الرياضة في تولوز، أياما قليلة بعد أن رفض أن يرتدي قميصا يضم أسماء اللاعبين وأرقامهم بألوان قوس قزح، تضامنا مع الشذوذ الجنسي.

العلاقة التي ساءت بين النادي الفرنسي وبين المهاجم المغربي، المساهم في تألق “أسود الأطلس” بمونديال قطر2022، دفعت مجموعة من النشطاء المغاربة عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى إطلاق “حملة دعم ومساندة” لأبو خلال الحامل لكتاب الله، بعد إعلان ناديه الفرنسي عن القرار سالف الذكر.

“كلنا أبو خلال” و“دعم أبو خلال” هاشتاغات من بين أخرى اجتاحت منصات التواصل العالمية، ضمن تعبيرات مختلفة من المعلقين والمغردين المغاربة الذي لم يترددوا في الجهر بمشاعر تضامنهم “المطلق واللامشروط” مع الدولي المغربي؛ بينما ذهب البعض، وفق ما طالعته هسبريس، إلى وصف الحملة بـ“المُمَنهجة” ضده بعد بوْحه بموقفه من المثلية الجنسية، ورفضه المشاركة في مباراة ضد نانت.

عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أكد اللاعب قائلا: “اتخذتُ قرار عدم المشاركة في المباراة. أولا وقبل كل شيء؛ أريد التأكيد على أنني أحمل احتراما عاليا لكل شخص، بغض النظر عن جنسه أو خلفيته وثقافته”؛ مضيفا: “الاحترام قيمة أقدرها كثيرا وتمتد إلى الآخرين؛ لكنها تشمل كذلك احترام قناعاتي الشخصية.. لذلك، لا أعتقد أنني الشخص المناسب للمشاركة في هذه الحملة. أتمنى بكل صدق أن يتم احترام قراري. والجميع مدعو إلى التعامل باحترام”.

هذه الحملة ليست بالأولى ضد شخصية مغربية رياضية أو تنتمي إلى مجال “الشهرة”؛ فما جرى قبل أشهر قليلة مع زميله أشرف حكيمي، وقبلهما مع الفنان سعد لمجرد، ليس ببعيد! كما يسائل توقيت الحملات وظرفيتها وإثارتها بطرق معينة.

لا يُمكن “فهم” واستيعاب هذه الحملات الإعلامية الفرنسية “المسعورة” ضد مغاربة بسبب مواقفهم الدينية أو التزامهم الأخلاقي إلا في سياق “برود دبلوماسي واضح بين الرباط وباريس” وصفه البعض بـ”الأزمة الصامتة”، لا سيما إذا علِمْنا أن المسؤولة الفرنسية أريباجي عضو سابق في حزب “UMP” اليميني الوسطي.

موقف أبوخلال في الواقعتَين معا ليس غريبا عن شخص تلقى “تربية مغربية أصيلة”؛ فيما انتشرَت مقاطع فيديو وهو يتلو آيات من القرآن الكريم، مفصحا في أكثر من حوار إعلامي عن تربيته وفق تعاليم الإسلام السمْحة.

أبو خلال، الذي قبل أن يتألق بشكل كبير هذا الموسم مع ناديه تولوز مهديا فريقه الظفر بـ”كأس فرنسا”، خطف أنظار الملايين عبر العالم وقلوبَ جميع المغاربة في مونديال2022 بأهدافه الرائعة وتمريراته الحاسمة، وقبل كل ذلك بمواقفه المبدئية “الملتزمة”.

اللاعب المغربي “الخَلوق والمحترم”، وفق وصف مدربه وليد الركراكي الذي أكد أنه شخص “بعيد كل البعد عن مثل هذا النوع من المشاكل، ولديه قيم حقيقية وتربية جيدة”، يستحق كل الاحترام والتقدير نظيرَ قناعاته المعبر عنها، في دولة ما فتئت تدعي “احترام الحريات”.

أترك تعليقا

أحدث أقدم