إغلاق سقاية يغضب مواطنين ببني ملال

إغلاق سقاية يغضب مواطنين ببني ملال

عبر مجموعة من المواطنين القاطنين بشارع تمكنونت ببني ملال عن قلقهم بشأن إجراء للمجلس الجماعي للمدينة تمّ بموجبه قطع مياه سقاية قديمة في إطار ما اعتبرها مبادرة لترشيد استعمال مياه الشرب.

وأعرب مواطنون، في تصريحات متطابقة لهسبريس، عن رفضهم قرار المجلس الجماعي المفاجئ، لافتين إلى أن سقايات بني ملال إرث عريق جادت به حضارة المدينة، ويتطلب العناية والاهتمام بشكل يعزز ترشيد استعمال الثروة المائية بمدينة الماء.

وكشفت نسوة يتجاوز عمرهن الثمانين عاما أنهن ترعرعن بالحي المذكور، ودأبن على إرواء عطشهن من السقاية المذكورة، ولم يسبق لأي مجلس جماعي أو مؤسسة تابعة للدولة أن تجرأت على أخذ هكذا قرار منذ آواخر ستينيات القرن الماضي.

وفي تصريح لهسبريس، قالت “م.ع”، وهي من امرأة ثمانينية من حي قصر جوج بيبان، بشارع تمكنونت، إن”قطع الماء عن سقاية الحي بدون سابق إنذار خطوة غير مدروسة، ولم يتم الالتفات إلى تداعياتها على العشرات من الأسر التي تشكو العوز والفقر، وليس بمقدورها أداء واجبات الربط الاجتماعي”.

وأشارت المتحدثة إلى أن المجلس الجماعي لبني ملال قرر في وقت سابق، في إطار ترشيد استهلاك المياه ومواجهة أزمة الجفاف، قطع الماء على مجموعة من السقايات بشوارع المدينة، دون سقاية تمكنونت، بالنظر إلى خصوصية المدينة القديمة ونوعية السكان القاطنين بها.

ويطالب المتضررون سلطات بني ملال بالتدخل من أجل إعادة الوضع إلى ما كان عليه في السابق، مؤكدين أن السقاية المذكورة هي “منبع مائي للسكان المحليين وأيضا للزوار والأطفال وممارسي الرياضة بملاعب القرب المجاورة لها، ولكل السائقين المهنيين”.

وكانت تسع جمعيات مدنية طالبت في بيان لها بـ”الوقف الآني والاستعجالي لإجراء نزع العدادات المائية من السقايات العمومية”، داعية إلى “إنصاف الذاكرة الملالية ووقف مظاهر التخريب والتشويه التي طالت معالم السقايات العمومية، والعمل على إحداث سقايات جديدة، مع ترميم القديمة منها بحلة تلائم طبيعتها التاريخية والحضارية”.

وفي خطوة بديلة عن السقايات، سارعت الجماعة الترابية لبني ملال، في خطوة مستعجلة لامتصاص غضب الساكنة، إلى توفير صهاريج متنقلة بالحي المذكور، إلا أن ذلك لم يف بالغرض، إذ عبّر القاطنون بالحي عن تشبثهم بهذا الإرث التاريخي.

وفي تصريح لهسبريس أوضح عبد الواحد العسري، نائب رئيس جماعة بني ملال، أن وقف استعمال مجموعة من السقايات العمومية “جاء انسجاما مع دورية وزير الداخلية المتعلقة بترشيد استهلاك الماء للحفاظ على الفرشة المائية التي تأثرت بتأخر التساقطات المطرية”.

وأشار العسري إلى أن المجلس الجماعي قام بإبرام عدة شراكات منذ 2006 في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومع الوكالة المستقلة الجماعية -قطاع الماء – من أجل تزويد مئات الأسر بالماء الشروب، وأضاف أنه “في إطار الجهود المبذولة لدعم الأسر المعوزة من أجل الاستفادة من الربط الاجتماعي تكفلت الجماعة الترابية في إطار شراكة جديدة تمّت خلال هذا العام الجاري بأداء ثلثي تكلفة الربط، فيما ستؤدي الأسر المستفيدة الثلث الباقي”.

تجدر الإشارة إلى أن والي جهة بني ملال خنيفرة شدد من جهته، في اجتماع جرى بحر الأسبوع الجاري، على التعبئة والانخراط المسؤول لجميع الفاعلين المعنيين من أجل تنسيق الجهود لتفعيل الإجراءات اللازمة المتخذة لتدبير عقلاني للموارد المائية وترشيد استعمالها، وضمان التزود بالماء الصالح للشرب، مستعرضا في السياق ذاته مجموعة من الإجراءات الاستعجالية المتخذة على مستوى إقليم بني ملال، التي من شأنها أن تحد من إشكالية الإجهاد المائي.

أترك تعليقا

أحدث أقدم