الحرب بين روسيا وأوكرانيا تظهر فعالية مدافع في حوزة القوات المغرب‬ية

تشكّل الحرب الرّوسية الأوكرانية اختبارًا حقيقيا وحاسمًا لمصنّعي الأسلحة في العالم، لاسيما في ما يتعلق بالآليات العسكرية الثقيلة التي يتم استخدامها في المواجهات الميدانية المباشرة، وتأتي في مقدمتها الأنظمة المدفعية الهجومية والدفاعية.

وعلى المستوى الميداني، شكلت “بطاريات سيزار” الفرنسية أحد أهم الأسلحة التي أبانت عن قدرات قتالية مهمة في الصراع الدائر في أوكرانيا، خصوصا تلك التي تنتمي إلى عيار 155 ملم، التي أثبت أداؤها ضد القوات الروسية دورًا حاسمًا في نجاح القوات المسلحة الأوكرانية في وقف التقدم نحو كييف.

وفي يناير الماضي، أعلنت فرنسا من خلال وزير دفاعها تسليم 12 مدفعًا متوسط المدى للقوات المسلحة الأوكرانية، “تمول كجزء من صندوق دعم بقيمة 200 مليون يورو” أنشأته فرنسا، إلى جانب 18 أخرى مقدمة منذ بداية الحرب.

وليست أوكرانيا وحدها التي حصلت على هذه البطاريات، يقول تقرير دولي نشرته مجلة Worldtactical المتخصصة في الصناعات العسكرية، إذ بدأت العديد من الدول في الحصول عليها، إلى درجة أن صانع المدافع Nexter Systems كان عليه زيادة الإنتاج بسبب زيادة الطلب.

وحتى الآن، تنتج الشركة المصنّعة ما بين قذيفتين وأربع قذائف شهريًا، لكن هذه الكمية سترتفع إلى ثمان بحلول نهاية هذا العام، مع خطط جديدة لزيادة الإنتاج. وبهذه الطريقة ستكون فرنسا قادرة على تنفيذ الصفقات الموقعة، بما يشمل طلبيات الجيش الفرنسي نفسه.

وحصل المغرب فعلا على 36 من هذه البطاريات، إلى جانب كل من الدنمارك (19 مدفع هاوتزر)، وبلجيكا (9) وليتوانيا (18) وجمهورية التشيك (10 طلبات جديدة زائد 52 طلبًا عام 2021).

وهناك نوعان من مدافع هاوتزر قيصر: 6×6 و 8×8؛ بحيث يتم تركيب الأول على شاحنة بهيكل 6×6 والثاني على شاحنة بهيكل 8×8. والحالة الأولى هي الأكثر استخدامًا من قبل الجيش الفرنسي، على شاحنة تم بناؤها في فرساي بواسطة شركة Nexter Systems (جزء من مجموعة KNDS الفرنسية الألمانية)، مجهزة بمعدات مدفعية، وأصبحت السلاح الرئيسي للفوج.

ويعتبر “قيصر” مدفعا ذاتي الحركة (هاوتزر)، من عيار 155 ميليمترا، مجهز بمجموعة من الذخائر العادية والعنقودية والموجهة القادرة على إصابة أهداف متنوعة بدقة عالية، بمدى يتراوح بين 4 و42 كيلومترا.

والمدفع محمول على ظهر شاحنة، ما يمنحه سرعة في التنقل والانتشار، وقيمة تشغيلية منخفضة؛ كما يمكن تجهيزه لوضعية الإطلاق في أقل من دقيقة، ويمكنه إطلاق 6 قذائف في الدقيقة الواحدة.

وتدخل هذه الصفقة في إطار سعي القوات المسلحة الملكية إلى تطوير المدفعية الملكية، وفي إطار برنامج مندمج لتجديد الترسانة العسكرية للبلاد. كما أن مدفع “قيصر” سيشكل إضافة نوعية للدعم الناري لفرق المشاة المحمولة وفرق التدخل السريع، لسهولة نشره وقدراته العالية على المناورة.

ويُنظر إلى “قيصر” على أنه “حل ممتاز للحرب شديدة الكثافة”. ويمكن أن تكون بطارية هذا السلاح جاهزة في أقل من 45 ثانية، ويمكن سحبها في الفترة الزمنية نفسها؛ وهي قادرة على إطلاق النار ست مرات في الدقيقة، وتتميز بقابليتها للتنقل، ويعرّفها مبتكروها بأنها “الدفاع الفعال الوحيد ضد الذخيرة الموجهة الحديثة”.

أترك تعليقا

أحدث أقدم