تمنارت: الثقافة الأمازيغية أصيلة في المغرب.. و"بابا علي" يجذب المشاهدين

تمنارت: الثقافة الأمازيغية أصيلة في المغرب.. و'بابا علي' يجذب المشاهدين

قالت الفنانة الأمازيغية فاطمة أغرارى، الملقبة بتمنارت، إن الجزء الثالث من مسلسل “بابا علي”، الذي بثته القناة الثامنة “الأمازيغية”، حقق نجاحا كبيرا ونافس الأعمال السينمائية الوطنية خلال شهر رمضان، مضيفة أن نجاح المسلسل فاق كل التوقعات وأعاد الاعتبار للفن والفنان الأمازيغيين بشكل عام.

وأكدت تمنارت أن الشركة التي قامت بإنتاج مسلسل “بابا علي” تعطي أهمية كبيرة لإنتاجاتها وعملها، وإليها يعود الفضل في رقي الإنتاجات الوطنية من قبيل “بابا علي”، و”حديدان”، و”رمانة وبرطال”، موردة أن “مثل هذه الأعمال لا يمكن أن يقف وراءها إلا طاقم تقني وفني مثل المخرج مصطفى أشاور، ومسؤول السيناريو أحمد نتاما، وكل من ساهم في إنجاحها”.

وبخصوص تقييمها للفن الأمازيغي عموما، قالت فاطمة تمنارت إن “الفن الأمازيغي لا يحتاج إلى تقييم لكونه يعتبر موروثا ثقافيا مغربيا أصيلا”، مشددة على أن “الفن الأمازيغي من أعمدة الهوية واللغة، وأصحابه يشتغلون بكل تفان وبكل صدق وحب”.

وتابعت الفنانة ذاتها، في تصريح لهسبريس، بأن “الأجانب يتعرفون بعمق على التراث المغربي من خلال الفن الأمازيغي، وهو فن كلما أوليته اهتماما أكبر أعطيت وطنك وثقافتك هذا الاهتمام”، مشيرة إلى أن الفن الأمازيغي، سواء تعلق الأمر بالأفلام أو بالموسيقى، أصبح في الآونة الأخيرة حديث الساعة.

وأردفت تمنارت، التي جسدت دور “تيعزا” في مسلسل “بابا علي” في نسخته الثالثة، أن “الفن الأمازيغي لا يحتاج إلى تقييم؛ لأن الذهب دائما لامع يحتاج فقط لمن يحسن استعماله وتسويقه”، وزادت: “هكذا أنظر إلى الفن الأمازيغي في بلدنا العزيز”.

وبخصوص الإكراهات الحقيقية التي تواجه الفنان الأمازيغي، ذكرت المتحدثة لهسبريس “عدم إعطائه المساحة الأكبر للاشتغال والإبداع. فمثلا، في الأفلام هناك مسلسل واحد في كل سنة، وهذا أكبر إكراه، في حين تنعدم مشاركته في القنوات العمومية الأخرى رغم أن من حقه ذلك”، وفق تعبيرها.

وبهذا الخصوص، دعت المسؤولين عن القطاع إلى العمل بكلمة مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم، وليد الركراكي، “ديرو النية”، وإعطاء مساحة أكبر للفن الأمازيغي بشكل عام في جميع القنوات المغربية، معتبرة أن “من العيب والعار أن تكون اللاعب رقم 9 وتجد نفسك في دكة البدلاء وتعطى لك الدقائق العشر الأخيرة من المباراة”.

وطالبت تنمارت الجهات المسؤولة على القطب الإعلامي العمومي بالمغرب ووزارة الثقافة بجعل القطاع الثقافي من أولى الأوليات، مؤكدة: “لا يمكن لأي دولة أن تتقدم بدون الاهتمام بالثقافة”.

وزادت: “يجب كذلك، بكل صدق، أن تعرف الدولة أنه كما يقوم الفنان الأمازيغي بواجباته، يجب أن تعطى له حقوقه كاملة”.

وختمت الفنانة الأمازيغية ذاتها حديثها مع هسبريس بالقول: “أريد أن أستغل هذه الفرصة لأقول لجميع الشعب المغربي والإفريقي والعربي: عيدكم مبارك سعيد وكل عام وأنتم بخير”.

وتعتبر فاطمة تمنارت من الفنانات الأمازيغيات المتألقات، تتحدر من إقليم شتوكة آيت بها، مستقرة حاليا بمدينة الدار البيضاء، وهي نائبة رئيس جمعية “نجوم سوس للموسيقى”، ومديرة مهرجان “كاكنكا أمرگ”، وكذلك مديرة شركة “كلوب صوند” (glob sound)، كما تترأس فرقة موسيقية تحت اسم “tamanart belly dance”، إلى جانب الاشتغال ممثلة في الأفلام والمسلسلات.

وللفنانة ذاتها مجموعة من الأعمال الموسيقية، قالت عنها إنها حققت نجاحا كبيرا في الساحة الفنية المغربية، وشاركت بها في عدة مهرجانات وطنية وخارج أرض الوطن، خاصة في العراق وفرنسا. كما أدت أدوارا رئيسية في مجموعة من الأفلام الأمازيغية منذ سنة 2017.

أترك تعليقا

أحدث أقدم