كلية علوم التربية بالرباط تحتفي بـ40 سنة من العطاءات الثقافية والحضارية

كلية علوم التربية بالرباط تحتفي بـ40 سنة من العطاءات الثقافية والحضارية

انشغال بإشكالات وقضايا ومناهج علوم التربية في المغرب، يلمّ ثلة من الأساتذة والباحثين في هذا المجال، على مدى يومين، في رحاب كلية علوم التربية بالرباط، في ندوة دولية تنظمها الكلية بمناسبة تخليد الذكرى الأربعين لتأسيسها، تحت شعار “أربعون سنة من العطاء المتجدد في خدمة التربية”.

ترمي كلية علوم التربية من خلال هذه الندوة التي تحتضنها اليوم الإثنين وغدا الثلاثاء، والتي ستُلقى فيها زهاء خمسين مداخلة، إلى تدارس سبل تأسيس “وعي حقيقي بواقع تخصص علوم التربية تجاوزا للتصورات السطحية، ورسم آفاقه المستقبلية، وخلق سياق نظري وعلمي يبحث في كيفية تطويره ببلادنا، مع ضمان انخراط المؤسسات الجامعية والهيئات الوطنية في هذا المسار التطويري واستثمار مخرجاته”.

ويؤكد المنظمون في الورقة التقديمية للندوة أن علوم التربية “قبل أن تكون قضية علمية، هي مسألة ثقافية وحضارية بامتياز شأنها في ذلك شأن باقي العلوم الإنسانية والاجتماعية”، مشددين على أن التحديات التي يشهدها المجتمع المغربي تفرض استحضار هذه العلوم، لما لها من دور في إبراز مستويات التعدد الاجتماعي لسلوك الأفراد وممارسات الجماعات.

في هذا الإطار، قال فريد الباشا، رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، في افتتاح الندوة، إن تخليد الذكرى الأربعين لتأسيس كلية علوم التربية، التي تأسست عام 1983، “هي لحظة لاستشراف المستقبل، كما أنه احتفال من أجل الذاكرة والتاريخ، ولحظة اعتراف بالمكتسبات التي حققتها هذه المؤسسة، وما قدمته من خدمات للمجتمع، بمشاركة والتزام كل مكوناتها من مسؤولين وأساتذة وأطر إدارية”.

ونوه رئيس جامعة محمد الخامس بالإنجازات التي حققتها كلية علوم التربية في ظل إدارتها الحالية، معتبرا أنها “مكتسبات مهمة جدا عملت المؤسسة بكل مكوناتها على تعزيزها من أجل تطوير إشعاعها وانفتاحها على المحيط الوطني والدولي”.

وشدد الباشا على أن موضوع إشكالات وقضايا ومناهج علوم التربية في المغرب، موضوع ذو راهنية، باعتبار أن “التربية هي الأساس، فلا تنمية ولا عدالة ولا تسامح ولا سلام بدون تربية”.

من جهة ثانية، دعا رئيس جامعة محمد الخامس إلى إعادة النظر في العلاقة البيداغوجية بين الطالب والأستاذ في الجامعة المغربية، من أجل تطويرها لتواكب التطورات المتلاحقة التي يشهدها العالم في مجال انتشار المعلومة.

وذهب المتحدث ذاته إلى القول: “أعتقد أن العلاقة بين الأستاذ والطالب ما زالت محكومة بالسلطوية، حيث يطلب الأستاذ من الطالب أن يُنصت إليه، باعتباره مصدرا للمعلومة، في حين إن التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي ربما ستجعل الطالب في المستقبل أستاذا وتُرجع الأستاذ طالبا”.

من جهته، قال عبد اللطيف كداي، عميد كلية علوم التربية بالرباط، إن تخليد الذكرى الأربعين لتأسيس الكلية، “هي بلا شك لحظة مفصلية لتسليط الضوء على إسهاماتها في التدريس والتأطير والبحث العلمي على مدار أربعين سنة، والوقوف على أهم الإنجازات والأدوار الطلائعية التي لعبتها هذه المؤسسة منذ إحداثها عام 1983 مكان المدرسة العليا للأساتذة بالرباط، وتكريس انخراطها في المشاريع الإصلاحية للمنظومة التربوية ببلادنا”.

وأردف كداي بأن الندوة العلمية الدولية التي تنظمها كلية علوم التربية بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيسها، “هي ورش معرفي نراهن من خلاله على التأسيس للنقاش الفعلي حول مستقبل التكوين والبحث العلمي في علوم التربية، في ظل المستجدات التي يعرفها العالم اليوم”.

وشدد المتحدث على أن النقاش حول مستقبل علوم التربية يستوجب انخراط مختلف الفاعلين التربويين والاقتصاديين والسياسيين من أجل الإسهام في إثراء مخرجاته حول كيفية بناء مرجعية تكوينية وبحثية قادرة على مواكبة المخاطر والأزمات التي يمكن أن تواجه المجتمع المغربي في المستقبل.

وفي ظل التطورات التي تطبع السياق الوطني والعالمي حاليا، والرهانات الحاصلة في مجال التكنولوجيا الرقمية، يخلص كداي إلى أنه “لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي، بل علينا أن نخطط عمليا لاحتياجاتنا البحثية في المستقبل، والتنبؤ بالمهارات والخبرات المطلوبة في جامعات المستقبل”.

أترك تعليقا

أحدث أقدم