محاضرة تقارب الأسرة والتحديات المعاصرة

محاضرة تقارب الأسرة والتحديات المعاصرة

ألقى فؤاد هراجة، حاصل على دكتوراه في فلسفة الأخلاق من جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، محاضرة بعنوان “الأسرة والقيم والتحديات المعاصرة”؛ وذلك في إطار فعاليات برنامج “سفراء مكارم2023 “، التي ينظمها المركز الدولي للقيم الإنسانية والتعاون الحضاري ببريطانيا، في نسخته الثانية “دورة فطرة”.

وقال هراجة إن “موضوع المحاضرة من أكثر المواضيع استهلاكًا على مستوى النقاش الثقافي”، موضحا أن “المقصد منها البحث عن أدوات تحليل منهجية، لها القدرة على استيعاب سياقاته وإدراكه، وامتلاك آليات منهجية لنقده، وتقديم مقترحات لتجاوز التحديات المعاصرة التي تواجه الأسرة”.

وتحدّث الباحث في فلسفة الأخلاق عن “التطور الذي شهده مفهوم الأسرة، والمقاربات التي تناولته (النفسية والأنتربولوجية والشرعية والاجتماعية..)”، مشيرا إلى أن “البحث في الجينوم البشري، وفي النواة المؤثرة في الحياة، أصبح يفرض نفسه؛ فتغيرت بذلك وظائف الأسرة وأدوارها”.

وانتقل بعد ذلك فؤاد هراجة إلى بيان التعريفات المتعددة التي تناولت مفهوم الأسرة، واختلافها بحسب الحقل المعرفي الموظف فيه، محاولا تفسير الأصل الذي تتأسس عليه نواة الأسرة من منظورين مختلفين، وأن ينتقد بعلمية “أصل تكوين الأسرة بين المنظور الغربي المادي العقلاني الإلحادي، والمنظور القرآني السنني الائتماني، الذي لا يلغي العقل وإنما يوظفه في حدود، وبقيود منطقية”.

وأكد المحاضر ذاته أن “الإشكال اليوم بخصوص الأسرة هو سؤال البدء، وهو أصل المعركة في الواقع المعاصر مع العالم الغربي؛ وهي معركة إستراتيجية يجب أن تأخذ صبغة التدافع لا صبغة التصادم”، داعيا إلى الاستفادة من نظرية الغراب، وما فيها من عبر ودروس في المشترك الإنساني.

كما شدد هراجة، في محور بعنوان “الأسرة والتحديات المعاصرة”، على أن “الحديث عن التحديات لا يمكن أن نفصله عن الوظائف والأدوار التي يجب أن تضطلع بها الأسرة في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي”، مضيفا أن “الأسرة صارت مهددة من قبل منظمات ببرامج ومخططات للمسخ والشذوذ، لا تعرف حدود الجغرافيا ولا قيم الهوية ولا الخصوصيات”.

وحاول الباحث أن يربط التحديات المذكورة بما عرفته الإنسانية منذ زمن النبوة والخلافة الراشدة من “بناء القيم الأسرية في شموليتها ورشدها، حيث شكلت النموذج الغائب اليوم”، مشيرا إلى أن “العالم اليوم يشهد غزوا فكريا واستعمارا ثقافيا، بين عالم الاستكبار وعالم الاستضعاف، وهو أخطر من الغزو بالدبابات والأسلحة، حيث صارت الأسرة المسلمة المستضعفة أمام اختراق خطير للأشخاص”.

أترك تعليقا

أحدث أقدم