"أحيدوس نمكون" بإقليم تنغير .. إرث ثقافي عريق يتجسد في "رقصة النحلة"

'أحيدوس نمكون' بإقليم تنغير .. إرث ثقافي عريق يتجسد في 'رقصة النحلة'

“أحيدوس نمكون”، يعتبر أحد أهم الفنون الفلكلورية الشعبية ذات الطابع الجماعي (خاص بواحة مكونة بإقليم تنغير)، إذ استطاعت الأجيال المتعاقبة التي حملت مشعل هذا النمط الفني التراثي الضارب في القدم أن تحافظ عليه وعلى خصوصياته، وأن تجعله إرثا ثقافيا وتراثيا للأجيال القادمة.

فرقة شباب تيزويت العالمية، التي يترأسها يوسف بلهوى، من أهم الفرق المتخصصة في “أحيدوس نمكون”، تتحف جمهورها العريض برقصات شعبية تشبه رقصات النحل وتفتح الورد، وهي فرقة أصيلة ارتبطت بمجال جغرافي زاخر بالإرث الثقافي وبتاريخ قديم نشأ بأحد أكبر واحات الورود بالمغرب.

وصف العديد من المهتمين بهذا النمط الغنائي والفلكلوري فرقة شباب تيزويت العالمية بأنها سفيرة المغرب في هذا الفلكلور الشعبي “أحيدوس”، معتبرين مشاركتها في عدد من عواصم العالم دليل على أنها فرقة ناجحة تمثل المغرب عموما، وإمكون على وجه الخصوص، أحسن تمثيل.

لباس تقليدي يمنح الجمال للرقصة

بوصاي إيطو، عضوة نشطة بفرقة شباب تيزويت العالمية، قالت إن اللباس الذي ترتديه عضوات الفرقة، أو نساء إمكون بصفة عامة، يشبه الورد، مثل “تاسبنيت” التي تعتبر ضرورية، و”تسمرت”، و”تشطاط”، و”اللوبان”، مشيرة إلى أن أي نقص في اللباس ينقص من جمال للمرأة.

وأضافت إيطو، في تصريح لهسبريس، أن النساء يزينن رؤوسهن بـ “تاج الصوف الملون”، الذي يشبه ألواح الورد المحلي، وعنوقهن بحلي الفضة و”اللوبان” المغربي الأصيل، مضيفة أن كل هذه الأمور تدخل في التقاليد العريقة المحلية التي تسعى الفرقة وأعضاؤها، رجال ونساء، للحفاظ عليها وإيصالها إلى الأجيال القادمة.

ورحبت إيطو بضيوف مدينة قلعة مكونة خلال مناسبة قطف الورد العطري وطيلة أيام السنة، مؤكدة أن المنطقة تتميز بموروث فلكلوري أصيل، حيث إن فرقة “أحيدوس تزويت” تلعب دورا مهما في هذا الإطار للحفاظ على هذا الموروث الذي يتمثل في رقصات تتماشى بشكل دقيق مع إيقاع “البندير”.

تفتح الورد ورقصة النحلة

من جهته، قال الفنان عبد الواحد أوبرام، عضو فرقة شباب تيزويت العالمية، إن هذه الفرقة تحافظ على تراث قلعة مكونة، وتتميز برقصات تحافظ على الموروث الثقافي للمنطقة المعروفة بحوض دادس مكون.
وأوضح أن فرقة شباب تيزويت العالمية تشتهر برقصة “النحلة” ورقصة “تفتح الورد”، مبينا أن “رقصة النحلة هي تلك الرقصة التي تقوم بها النحلة عندما تدور أو تحوم على الورد التي تزخر به المنطقة. أما رقصة تفتح الورد، فهي رقصة تعبر عن لحظة تفتح زهرة الورد”، على حد تعبيره.

وأضاف أوبرام، في تصريح لهسبريس، أن فرقة تيزويت العالمية حملت مشعل تراث محلي عريق، شارحا أن “رقصة النحلة تحتاج إلى 13 شخصا، 6 من العنصر النسوي و6 من الرجال، بالإضافة إلى المايسترو الذي يلعب دائما في الوسط ويعبر عن ملكة النحل ويعطي الإشارة لتلك الرقصات التي تتحف بها الفرقة جمهورها”.

موروث ثقافي عريق

من جهته، قال يوسف بلهوى، رئيس فرقة شباب تيزويت العالمية، إن “الفرقة تؤمن إيمانا راسخا بأن الفن دائما يجب أن يكون في خدمة الوطن والصالح العام”، موضحا أن “الفرقة تسعى إلى الحفاظ على أصالة فن أحيدوس عموما، ورقصة النحلة خصوصا، واستمرارها كأحد مقومات التراث والثقافة الأمازيغيين”.

وأضاف رئيس فرقة شباب تيزويت العالمية، في تصريح لهسبريس، أن “هدف الفرقة هو الحفاظ على المشعل متقدا بهذا الخصوص، وعلى الثقافة والتراث المحليين لإيصالهما إلى العالمية”، مشيرا إلى أن “الفرقة تسير في السكة الصحيحة، وبخطى ثابتة بفضل جمهورها العريض”.

وذكر بلهوى أن “مايسترو الفرقة يستعمل خلال الرقص مجموعة من الإشارات التي تمكنه من ضبط المجموعة، وهي حركات وإشارات تعتبر مقوما رئيسا في تنظيم شكل الرقص وإيقاع الغناء، حيث يتفاعل الراقصون مع هذه الحركات، التي يمتثلون لها ويعرفون مغزاها، تفاديا لفساد الرقص والغناء أو انزياحه عن الدلالات المطلوبة التي يحددها فن أحيدوس داخل القبيلة أو الأسرة الأمازيغية”.

وعن لباس المشاركين في “رقصة النحلة”، قال بلهوى: “يرتدي الرجال زيا موحدا مكونا بالأساس من الجلباب الأبيض والعمامة البيضاء، بالإضافة إلى المحفظة الجلدية المزركشة المسماة أقراب، وينتعلون البلغة الصفراء أو البيضاء، فيما ترتدي النساء الزي التقليدي لقبائل أمكون، بالإضافة إلى الحلي التقليدية التي تتكون عادة من القطع الفنية المسبوكة وكريات اللوبان”.

أترك تعليقا

أحدث أقدم